غزة / معتز شاهين:
أكد أستاذ الاتصال السياسي المصري د. حسام فاروق أن أي محاولة لإخراج الفلسطينيين من أرضهم تعد خطوة ذات نية سيئة، مشيرًا إلى أن الفلسطينيين إذا غادروا أراضيهم، فلن يعودوا مرة أخرى، مما يعني حدوث هجرة جديدة.
وشدد على أن هذه محاولات التهجير تشكل تهديدًا حقيقيًا للقضية الفلسطينية، داعيًا الفلسطينيين إلى التمسك بأرضهم بكل قوة.
وعد د. فاروق المقترح الذي قدمه الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" بنقل سكان قطاع غزة إلى مصر والأردن، محاولة لإخراج الشعب الفلسطيني من أرضه.
وقال في حديثه لصحيفة "الاستقلال" الثلاثاء : "إن هذه المحاولات قد تكون جزءًا من تفاهمات سرية بين ترامب ورئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، خاصة بعد زيارة الأخير للكونغرس".
وأضاف " قد تكون السبب وراء موافقة "نتنياهو" على صفقة وقف إطلاق النار في غزة، رغم معارضته السابقة لها".
واستذكر فاروق تصريحات "ترامب" التي تحدث فيها عدة مرات عن ضرورة توسيع مساحة "إسرائيل"، معتبرًا أن ذلك ليس لأغراض إنسانية كما يدعي، بل لتحقيق مصالح إسرائيلية على حساب الفلسطينيين.
وفيما يتعلق بالمقترحات السابقة، تناول فاروق "صفقة القرن"، قائلاً: "إنها كانت أقل وطأة من المقترح الأخير، حيث كانت في البداية مجرد فكرة لإنشاء منطقة تضم عددًا من الفلسطينيين في قطاع غزة، إلى جانب مناطق تجارية وفرص عمل، دون فرض تهجير قسري كما هو الحال في المقترحات الحالية".
وتابع: "في المقترح الجديد، يتم التذرع بالظروف الإنسانية في غزة، في وقت تعيش فيه المنطقة حربًا مدمرة، مما يعكس نوايا مشبوهة لتهجير الفلسطينيين".
رفض مصري أردني.
وشدد فاروق على أن أي تطبيق لهذه المقترحات سيكون فاشلاً، مستدلاً برفض الدول العربية القاطع لهذا النهج. فقد صرح الأردن مرارًا وتكرارًا بموقفه الثابت في رفض فكرة التهجير، مشددًا على ضرورة الحفاظ على ثوابت القضية الفلسطينية، في حين أن مصر كانت تقف حجر عثرة أمام هذا المخطط منذ سنوات.
وفي هذا السياق، لفت فاروق إلى تصريحات الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في أكتوبر 2023، عندما أكد رفض مصر القاطع لتهجير الفلسطينيين من أراضيهم إلى سيناء. موضحًا أن الرئيس السيسي أعلن في عدة مناسبات أن مصر ترفض تصفية القضية الفلسطينية، وأن أي محاولة لتهجير الفلسطينيين إلى سيناء تمثل تهديدًا مباشرًا للأمن القومي المصري.
وأضاف فاروق أن الرئيس السيسي مدعوم بشعبية واسعة وبموقف حكومي موحد، وأن مصر ترفض بشدة أي محاولات لفرض التهجير على الفلسطينيين. وأشار إلى أن الرئيس ترامب قد يواجه رفضًا قاطعًا مصريا في حال استمرار الضغط لتنفيذ هذه المقترحات، مما سيجعلها محكومًا عليها بالفشل.
وأكد فاروق أن أي محاولة لتطبيق هذه المقترحات لن تجد لها أرضًا خصبة في العالم العربي، وأن الموقف الرافض من الدول العربية، وخاصة مصر والأردن، سيؤدي إلى فشل هذا المخطط الذي يسعى لتصفية القضية الفلسطينية.
يذكر أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب طرح يوم الأحد 25 يناير 2025 خطةً لـ"تطهير" غزة، مقترحًا فيها نقل مليون ونصف مليون فلسطيني إلى مصر والأردن في محاولة لتحقيق السلام، حسب قوله.
ووصف ترامب غزة بأنها "مكان مدمر"، مؤكدًا أن الخطوة قد تكون مؤقتة أو طويلة الأجل، في ظل الوضع الإنساني الصعب نتيجة الحرب.
ردود الفعل الفلسطينية
في ردود الأفعال الفلسطينية، دانت حركة "الجهاد الإسلامي" بشدة مقترح الرئيس الأمريكي، معتبرة إياه جزءًا من التشجيع على مواصلة ارتكاب جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية.
وقالت الحركة: "إن تصريحات ترامب المدانة والمستهجنة تتساوق مع أسوأ ما في أجندة اليمين الصهيوني المتطرف، واستمرارًا لسياسة التنكر لوجود الشعب الفلسطيني وإرادته وحقوقه. كما أنها تندرج في إطار التشجيع على مواصلة ارتكاب جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية لإجبار شعبنا على الرحيل عن أرضه".
بدوره، قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إن تصريحات الرئيس الأمريكي الأخيرة بترحيل سكان غزة تمثل دعمًا صريحًا لجريمة الإبادة الجماعية وتكريسًا للسياسات الإسرائيلية الاستعمارية.
وأضاف المرصد في بيان له أن أي خطط لنقل المدنيين تحت الاحتلال قسرًا تعد مخالفة صريحة لاتفاقية جنيف الرابعة، التي تنص بوضوح على حظر الترحيل القسري للسكان الواقعين تحت الاحتلال.
التعليقات : 0